🔺علاقة اسم الرقيب باسم الجلالة الله في أول سورة النساء🔺
كأنه يقال لك احذر أن تؤله غيره أو تحب غيره أو تُعظم غيره .. فهو يرى قلبك بمن قد امتلأ بالحب .
فادفع أن يتضخم حب غير الله في قلبك ؛ وانظر لآثار التعلق بغيره كيف يصير فيه الإنسان عبدًا للناس ؛
فالعشاق تجدهم يكتبون كلامًا لا يصح إلا في حق الله ؛ فلا يصح أن أحدًا من الخلق يملأ عليك وجدانك ويصير ليس لك مكان في الحياة إذا خرج هذا الشخص من حياتك ؛
وهذا الكلام نقرؤه ونسمعه من الناس خصوصًا في مرحلة النضج والشباب ؛ فلما يدخل على قلبه أحد يحبه ثم يتضخم هذا الحب ويشعر أنه هو الحياة ولو ماهو موجود ما يستطيع العيش في الحياة ؛ وربما يصل الأمر أن يقول له سأنتحر لو أخرجتني من حياتك .
على مر التاريخ يعشق العشاق فيصيبهم سهم العشق فيعيشون عبيدًا لمن يعشقون فيتركون تأليه الله تبارك وتعالى .
👈 فيقال لك ارقب الله وهو سبحانه يراقب قلبك ؛ فممكن تُقسِم للناس جميعًا أنك ما تحب أحدًا مثل حبك لله لكن الله الرقيب على قلبك يرقب قلبك إن كان هؤلاء استعمروا قلبك أم لا .
وكثرة ذكرك للمحبوب إشارة إلى استعماره قلبك .
وهذا مرض لو دخل القلب يصعب خروجه بل وربما يحصل له إستبدال ؛
فيعاملك الله باسمه الرب فيربيك بأن يزيغ قلب من تحبه عنك .
إذًا اتق الله بأن تجاهد هذا المرض وتجتهد لتعظيم الله ومحبته سبحانه في قلبك .
▲ فالناس يُصابوا بفتنة ؛ فيمر مثلًا شخص في حياتك فتحبه محبة تزاحم محبة الله في قلبك ؛ وربما حصل إستبدال ؛ فتبذل كل عطاء للمحبوب فيُدبر عنك وليس عندك تفسير لذلك ؛
وكلما زاد إدبار المحبوب زدت تعلقًا وعطاءً له ؛ ثم يخرج بكل ألم من قلبك حتى أنك لا تطيق أن تراه أمامك .. وأيضًا لضعف علمك بالله لا تستطيع تفسير ذلك ؛ خصوصًا الزوج ؛
فبدلًا من أن تُصرَف تلك المحبة لله تعود بتجربة جديدة مع أحد جديد وتقول لنفسك ترى أن هذا صفاته غير هذا ؛ ويعاد عليك الجزاء ؛ كأنه يقال لك اتق الله أن تُعظم غيره أو تحب غيره محبة من هذا النوع .
△ فكل محبة طبيعية ممكن يحصل لها التضخم فيرى الإنسان أن الأُنس كله بهذا الشخص والحياة بالنسبة له ؛ وعدم وجوده يعني له نهاية الحياة .
🔷 العلاج :
🔸 لابد أن تعرف الله باسمه الرقيب وأنه سبحانه يرقب قلبك وسيعاقبك وتُجلَد بنفس الشخص الذي تعلقت به ؛ فيأخذ الشخص قوتك ويجلدك بسياط الألم (ألم الفراق أو ألم الهَجر) وهذا لأن الله يربيك ألا تتعلق بغيره .
وانتبه !
لأن المشاعر لا تتضخم مرة واحدة في القلب ولكن شيئا فشيئا لأنك غفلت عن وضع حدود وغفلت عن ملاحظة أن الله يراقب قلبك ؛
ثم تسمعهم يقولون (هذا حب في الله ؛ هذا شيئ طبيعي) بل هو كذب ؛ لأن الحب الطبيعي أن تأنس بمن تحب لكنك تمارس حياتك بصورة طبيعية حتى لو ابتعد عنك من تحب .
⬅ ولاحظ هذا لما تسأل الزوجة زوجها باستمرار (لماذا تأخرت ؛ مع من تتكلم ؛ أين ذهبت ؛ أين ستذهب ؛ أين أنت الآن ...) لدرجة أنها ممكن تكون في مجلس علم يتكلم عن التعلق بغير الله ثم تراها متأثرة وفجأة تنهض من مكانها وتذهب بعيدًا وتتصل على زوجها (أين أنت ؛ وكيفك ؛ ...) ولا تلتفت لنفسها وللقبر الذي ستكون فيه يومًا ما ..!
فتفكيرك في الدار الآخرة وعدم إنشغالك وتعلقك بالدنيا بداية نُضج ؛
وهذا التعلق تلاحظه أيضًا بين الزملاء والأصحاب ؛ والأم والأبناء رغم أن الله تعالى سماهم في كتابه العزيز أنهم عدو في لحظات وليست طبعًا كل اللحظات ؛
فلو نسيت أنهم وسيلة لتتقرب إلى الله أصبح حبهم في قلبك أعظم من حبك لله عز وجل .
🔸 معرفة الله بأسمائه وصفاته وسماعك عن الله بإستمرار وانكبابك على كتاب الله من أعظم أسباب زيادة الإيمان .
🔸 انكسر بين يديه سبحانه وتعالى الملك الذي يملك القلوب ويُقلبها كيف يشاء واطلب منه واستغيث به ألا يُعلق قلبك بأحد سواه .
🔸 احفظ الله يحفظك الله تعالى .